مسرحيون يتخوفون من إلغاء مهرجان الطفل

مسرحيون يتخوفون من إلغاء مهرجان الطفل

عمان - أحمد الطراونةتخوّف مسرحيون من قرار وزارة الثقافة المتمثل بنقل مهرجان مسرح الطفل من مديرية الفنون والمسرح إلى مديرية ثقافة الطفل في سياقات سياسة الوزارة التقشفية، محذرين ان يكون ذلك الإجراء تمهيدا لإلغاء مهرجان الطفل الذي «تعبوا من اجل إعادته للحياة».وأشار مشتغلون بمسرح الطفل إلى أن نقل المهرجان خطوة غير مدروسة فنيا، وان إخراجه من حاضنته المسرحية وربطه «بشخص معين» هو «قتل متعمد» لهذا المهرجان، لافتين إلى غياب الإستراتيجية الواضحة لعمل الوزارة.فيما أكد مديرمديرية ثقافة الطفل حكيم حرب أن الإجراء يأتي في سياق الارتقاء بالعمل الإبداعي الموجه للطفل، نافيا أن يكون هنالك أي نية لدى الوزارة لإلغاء هذا المهرجان، مؤكدا أن هذا المهرجان هو الابن الشرعي لمديرية ثقافة الطفل مع مهرجان أغنية الطفل حيث بقي داخل هذه المديرية حتى عام 2006 ، وجمد بعد ذلك.وأضاف ان طرح عودة المهرجان لمديريته التي كان يتبع لها وجد ذلك أذنا صاغية من المعنيين، واعدا أن يكون هناك عمل جاد في هذا المهرجان، ليراكم على عمل زملائنا في مديرية الفنون والمسرح والذين قدموا أعمالا مهمة للطفل خلال المهرجانات السابقة، وان نقل هذا المهرجان لا يعني ربطه بشخصي بل ربطه بشخص المديرية.شخصنة النشاطالدكتورة مجد القصص لم تخف تخوفها على المهرجان حيث أشارت إلى أن الخوف يأتي من اختفاء مهرجان الطفل لاحقا، لأن نقله يعني ارتباطه بشخص معين، وارتباطه بشخص بحد ذاته يعني عدم استقلاليته وعدم مؤسسيته، وبغياب المخرج حكيم حرب عن المديرية ينتهي المهرجان، لأننا لانعرف من سيأتي بعده، وهذا سيؤدي إلى خسارة المهرجان، وهذا السر وراء الدفع بإبقاء المهرجان في مؤسسة خاصة بالمهرجانات وهي مديرية الفنون والمسرح لضمان استمرارية حياة المهرجان بغض النظرعن من يقود هذه المؤسسة.هوية المهرجانالفنان حيدر كفوف أكد على أهمية أن يعاد هذا المهرجان لحاضنته الأصلية وان لا يتم «العبث به»، لأن نقله إلى دائرة أخرى يفقد من «هيبته ويقتله»، خاصة وان المهرجان يهتم بما يسمى بدراما الطفل، مما جعل هذا المهرجان من انجح المهرجانات المسرحية خاصة أن الممثل يشترك في تقديم الجديد لهذا الطفل ويتفاعل معه على خشبة المسرح تمثيلا وأداء.وتساءل كفوف لصالح من يتم حشر هذا المهرجان في زاوية غير معروفة مع زاوية الرسم والموسيقى وغيرها من الأمور التي لاتحظى باهتمام الوزارة أصلا، علما أن هذا المهرجان يقدم ثقافة للطفل لكنه ليس من صنع الطفل نفسه، وهو من إنتاج عملية مسرحية متكاملة، وبالتالي لايجوز إلصاقه بهذه المديرية «عنوة «.وأشار كفوف إلى أن هذا الإجراء «فاشل وغير مدروس»، والأصل أن تتم الاستشارة للمعنيين بالطفل وليس لأناس غير معنيين، وهذا المهرجان يعد من اهم المهرجانات ويقدم الأردن نموذجا من خلال اهتمامه بهذا المهرجان الذي سيواجه انحدارا شديدا خاصة في مستواه الفني بعد ان حقق نجاحا ملحوظا محليا وعربيا، وان هذا الإجراء سيقود إلى إلغائه مستقبلا.إيجابيات وسلبياتالفنان عمران العنوز قال إن المهرجان يعد اهم مهرجان على مستوى الوطن لا سيما وانه يخاطب فئة أطفال اليوم بناة الغد فلا بد من الاهتمام به وتطويره بشكل كبير وحيث ان مديرية الفنون والمسرح هي الحاضنة الرئيسية للمهرجانات ولديها كوادر من المسرحيين والمثقفين الذين يمتلكون الخبرة والمعرفة الكافية لإدارتها فهنا لا بد لنا ان نتريث قليلا ونفكر بالايجابيات والسلبيات لنقل المهرجان لمديرية ثقافة الطفل.مأسسة المهرجاناتواعرب المخرج فراس المصري عن استغرابه هذا الإجراء حيث قال: في الوقت الذي نبحث فيه عن مأسسة المهرجانات الأردنية وجعلها تحت مظلة واحدة حتى لا تتشتت الرؤى والأفكار والطموحات والنتائج وجعلها تسير حسب نظام واضح، نرى وزارة الثقافة تشتت المهرجانات وتجعل كل واحد يتبع لمديرية، فمنذ زمن طويل نبحث لجعل المهرجانات المسرحية مستقلة لها ميزانية ونظام خاص لنستطيع تطوير الحراك المسرحي الأردني لنرى بعد ذلك توزيع هذه المهرجانات وتشتيت الجهود لنصل إلى هاوية مسرحية.إننا نتعلق بقشة بوجود مخرج مسرحي مبدع مثل المخرج محمد الضمور ومحاولته مأسسة وتطوير المهرجانات سواء الشباب والأطفال وغيرها ومهرجان الفيلم الذي ولد على عهده وهنالك مجموعة من المشاريع الضخمة والتي تحول الإمكانات المادية دون إقامتها، الا اننا نفاجا بقرار مثل هذا القرار غير المدروس خاصة بعد ان حقق المهرجان في عامي 14-2015 حضورا مسرحيا لافتا متطورا ومتقدما وبكل النواحي وظهور مجموعة من المخرجين الجدد ولمسنا متابعة المديرية لهذه العملية خاصة مع وجود فنان عضو نقابة له الدور في هذا النجاح، إلا إذا كان ذلك مقدمة لإلغاء المهرجان؟المسرحي محمد المراشدة نبه إلى أهمية ما يدور في وزارة الثقافة من تقزيم للمؤسسات التي تعمل وتنتج، وان هذا الإجراء يأتي في السياق نفسه، فالانتقاص من صلاحيات مديرية المسرح لصالح مديريات «ضعيفة «غير قادرة على أداء عملها وتحميلها ما لاطاقة لها به، يأتي في سياق المحاصصات وإرضاء بعض الأطراف على حساب المصلحة العامة، الأمر الذي يجعلنا نفكر كثيرا باليات إدارة الفعل الثقافي في الأردن، وكيف يتم اتخاذها بعيدا عن استشارة الجهات ذات العلاقة.معالم النهوضالفنان المسرحي زيد خليل يؤكد على أن وجود مديرية في وزارة الثقافة تعنى بثقافة الطفل تحديدا خطوة في الاتجاه الصحيح من حيث المبدأ، مستدركا انه لا بد للوزارة ان تعي بأن الطفل لا يكفيه مبنى وموظفين ومكاتب وطابعات للاعتناء به وبثقافته وبتشكيل وعيه وتوجيه طاقته وانما يحتاج لعقول تفكر باستراتيجيات وتضع أمام العيان أجندة واضحة المعالم للنهوض بوعيه والارتقاء بذائقته ؛ وعلى مسؤولي الوزارة واقصد أصحاب القرار الأهم فيها أن يكفوا عن المبالغة بممارسة سياسات التقشف على المنجزات الثقافية والاستفادة من المبالغ التي ترصد من بداية السنة المالية سلفا لكي تجمد وتعود دون الاستفادة منها رغم أنها مصروفة أساسا لخدمة الفعل الثقافي...ويرى زيد خليل ان قرار نقل مهرجان مسرح الطفل ليصبح ضمن نشاطات مديرية ثقافة الطفل قد يكون صائبا إذا ما جاء ضمن إستراتيجية واضحة تضمن له موازنة خاصة به على أن تبقى موازنته الأصلية مرصودة لصالح مديرية المسرح ومهرجاناتها بحيث توزع على المهرجانات الباقية وان لا تذهب معه لمديرية الطفل وألا سيكون ذلك القرار غير صائب، رغم ان الأهم والأكثر صوابا هو إبقاء المهرجان تابعا لمديرية الفنون والمسرح وان يكون هنالك موازنة خاصة للمسرح الأردني تنفق من خلال مؤسسة واعية بالحالة المسرحية العربية والعالمية.